تقع مدينة بيدار فوق هضبة، أقصى شمال ولاية كارناتاكا. وعلى الرغم من أنها تبدو مدينة متواضعة، إلا أنها في الواقع مدينة عتيقة وتاريخية. فقديمًا، كانت هذه المدينة الأصيلة المتواضعة مركزًا لحكم العديد من السلالات الحاكمة أصحاب السمو بالإقليم. حتى أنها غدت اليوم موطنًا للعديد من الآثار والأطلال المدهشة التي تجمع بين الثقافات والموروثات التاريخية، مما يجعل السياح في دهشة وانبهار بالتنوع التاريخي الذي شهدته هذه المدينة. كما يتسم الفن المعماري لطرق هذه المدينة بأنه فريد من نوعه وأنه يعكس التصاميم والزخارف والديكور الخاص بالعديد من الحكام والسلالات الحاكمة الذين حكموا الإقليم في يوم من الأيام. فيمكنك بسهولة أن تلمس الذوق الفني الرائع الذي يجمع بين الفن الهندوسي والتركي والفارسي. مع العلم أن معظم الآثار التاريخية الشهيرة بالإقليم يرجع تاريخها إلى ما قبل عصر سلالة كاكاتيا الحاكمة وعصور حكم توغلوق وباهاماني وباردي شاهي وآديل شاهي وعصر المغول وسلالة نيزام الحاكمة. جدير بالذكر أن مدينة بيدار تشتهر بالفن الراقي في صناعة الأواني المعدنية يدويًا، لا تفوت شرائها عندما تزور هذه المدينة.تحتوي منطقة بيدار المعاصرة على أول عاصمة لإمبراطورية راشتراكوتا، وعلى مدينة باسافاكاليان، التي عرفت قديمًا باسم كالياني، والتي كانت عاصمة لإمبراطورية تشالوكيا الغربية وسلالة كالاتشوري. فكانت مدينتا بيدار وكالياني، بصفتهما مدينتان هامتان وذوي نفوذ سياسي، تجذبان إليهما العديد من العلماء والفنانين من كافة أرجاء العالم. وقد قال بعض المؤرخين أن مدينة بيدار كان لها أهمية كبيرة حتى في عصر الإمبراطورية التي حكمت الإقليم خلال العصور الوسطى.ففي العصور الوسطى للهند، كانت مدينة بيدار قوة عظمى يمكن الاعتماد عليها بصفتها المدينة العاصمة للسلالة البهمنية العظيمة، ولسلالة باريد شاهي الحاكمة المجيدة. فكان ذلك سببًا في أنها كانت في الوقت ذاته مطمعًا ومحط أنظار للعديد من القوى السياسية. ولذا حكم هذه المدينة العديد من الحكام الذين تركوا بصمتهم على المدينة، فكان تنوع فنها المعماري شاهدًا على اختلاف حكامها وثقافاتها على مر العصور المختلفة. وكان نتاج ذلك أيضًا أن أصبحت المدينة تزخر بالعديد من القلاع التاريخية والقصور والأضرحة بهذا الإقليم. فتعد قلعة بيدار مثلًا نموذجًا مبهرًا على الفن المعماري بالإقليم. وعلى الرغم من أن تاريخ المدينة يعود لأكثر من 500سنة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بقوتها وشموخها. لا عجب إذًا في تسمية المدينة بمدينة الآثار الهامسة وذلك لأن كل قطعة أثرية تحكي عن قصة.تجدر الإشارة إلى أنه كان هناك حدثًا تاريخًا آخر قد أثر أيضًا على تراث الإقليم وفنه المعماري، ألا وهو الحركة التي تبناها الزعيم المصلح المعتنق لديانة لينغايات والذي كان مؤسس الطائفة الشيفية التابعة لمذهب فيراشيفا.