إن ضريح همايون الهائل الحجم نصبٌ تذكاري مثير ومذهل، تحيط به الأعشاب المشذبة بعناية، وهو أول حديقة أضرحة تُشيّد في شبه القارة الهندية، وأول الأضرحة الكبرى المرادفة للهندسة المعمارية المغولية. إن هذا المعلم الأثري يروي ملحمة خالدة عن الحب والاشتياق. قامت الإمبراطورة حاجبي بيغوم، الزوجة الأولى للإمبراطور المغولي همايون، ببناء هذا الضريح تخليدًا لذكرى زوجها، ويضم كلًا من قبري الإمبراطور والإمبراطورة، حيث يشهد الضريح على حبهما الأبدي. قام بتصميمه المهندس المعماري الفارسي ميراك ميرزا غياث، ويتدفق إليه السياح من كافة أنحاء العالم. ما أن تدخل المروج الخضراء الوارفة بأشجار النخيل، تجد في استقبالك نافورة ماء بديعة، تصلح لأن تكون خلفية جميلة للصور الفوتوغرافية. تقسم الممرات والقنوات المائية الحديقة إلى أربعة أقسام رئيسية، إن تصميم الحديقة أشبه بجنة الفردوس المذكورة في كتاب المسلمين المقدس، القرآن. ثم تنقسم الأقسام الرئيسية الأربعة إلى 36 جزءًا. عليك أن تسير عبر البوابات المهيبة للوصول إلى النصب التذكاري، وقبل البوابة الأخيرة، يُقام معرض بإشراف الهيئة الهندية للمسح الأثري، لصور قديمة تعكس عظمة وعراقة النصب التذكاري. شُيد البناء الرئيسي من الحجر الرملي الأحمر والضريح من الرخام الأبيض والأسود. تقودك بوابة جميلة إلى القاعة المركزية التي تضم قبر همايون. تم تزيين القاعة بنوافذ منحوتة دقيقة ومعقدة وبسقف رائع التصميم. تنتشر في الدور الرئيسي العديد من المقابر المتفرقة، بما في ذلك مقبرة الإمبراطورة حاجي بيغوم ومقبرة الأمير دارا شكوه.إحدى الحقائق المثيرة للاهتمام عن النصب وجود قبر حلاق همايون المفضل. كما لجأ الإمبراطور المغولي بهادر شاه ظفر إلى الضريح، قبل أن يقبض عليه البريطانيون وينفوه في عام 1857. يوجد أيضًا قبر عيسى خان إلى يمين المجمع، وهو أحد النبلاء في بلاط شير شاه صوري. صُمم القبر، الذي بُني في القرن السادس عشر، على الطراز المعماري لحقبة حكم أسرة لودهي. يقع ضريح همايون بالقرب من مزار سياحي شهير آخر، في مدينة دلهي، وهو ضريح الولي الصوفي حضرة نظام الدين، وقد شُيد هذا الضريح فوق قبره في القرن الرابع عشر.

من المعالم السياحية الأخرى في (دلهي)